انها رساله من اروع الرسائل التى كتبت فى التاريخ بما تحويه من مشاعر و احاسيس و الغرض منها هو ان نتعلم الا ننقد الاخرين ... كتبها لفنجستون لارند لابنه الصغير
------------------------------------------------------------------
يا بني،
أكتب هذا وأنت راقد أمامي على فراشك، سادر في نومك، وقد توسدت كفك الصغير، وانعقدت خصلات شعرك الذهبي فوق جبهتك الغضة.
فمنذ لحظات خلت ، كنت جالسا إلى مكتبي أطالع الصحيفة وإذا بفيض غامر من الندم يطغى عليَّ فما تمالكت إلا أن تسللت إلى مخدعك ووخز الضمير يصليني نارا.
وإليك الأسباب التي أشاعت الندم في نفسي:
أتذكر صباح اليوم؟ لقد عنفتك وأنت ترتدي ثيابك تأهبا للذهاب إلى المدرسة، لأنك عزفت عن غسل وجهك، واستعضت عن ذلك بمسحه بالمنشفة.ولمتك لأنك لم تنظف حذاءك كما ينبغي ... وصحت بك مغضبا لأنك نثرت بعض الأدوات عفوا على الأرض ! .
وعلى مائدة الإفطار، أحصيت لك الأخطاء واحدة واحدة : فقد أرقت حساءك، والتهمت طعامك، وأسندت مرفقيك إلى حافة المائدة، ووضعت نصيبا من الزبد على خبزك أكثر مما يقتضيه الذوق ! .
وعندما وليت وجهك شطر ملعبك، واتخذت أنا الطريق إلى محطة القطار، التفتَّ إليَّ ولوحت لي بيدك، وهتفت: "مع السلامة يا بابا"؛ وقطبت لك جبيني ولم أجبك . ثم أعدت الكرة في المساء ، ففيما كنت أعبر الطريق لمحتك جاثيا على ركبتيك تلعب "البلي"، وقد بدت على جواربك ثقوب، فأذللتك أمام أقرانك، إذ سيرتك أمامي إلى المنزل مغضبا، باكيا. إن الجوارب، يا بني، غالية الثمن ولو كنت أنت الذي تشتريها لتوفرت على العناية بها و الحرص عليها.
أفتتصور هذا يحدث من أب؟!
ثم أتذكر بعد ذلك ، وأنا أطالع في غرفتي، كيف جئتَ تجر قدميك متخاذلا، وفي عينيك عتاب صامت، فلما نحيت الصحيفة عني وقد ضاق صدري لقطعك عليَّ حبل خلوتي، وقفتَ بالباب مترددا، وصحت بك أسألك: "ماذا تريد؟".
لم تقل شيئا، ولكنك اندفعت إليَّ، وطوقت عنقي بذراعيك وقبلتني، وشددت ذراعيك الصغيرتين حولي في عاطفة أودعها الله قلبك الطاهر مزدهرة، لم يقو حتى الإهمال على أن يذوي بها.
ثم انطلقت مهرولا، تصعد الدرج إلى غرفتك.
يا بني...
لقد حدث ، بعد ذلك ببرهة وجيزة، أن انزلقت الصحيفة من بين أصابعي، وعصف بنفسي ألم عات.
يا الله! إلى أين كانت "العادة" تسير بي؟! عادة التفتيش عن الأخطاء؟! عادة اللوم والتأنيب؟! أكان ذلك جزاؤك مني على أنك ما زلت طفلاً؟!
كلا، لم يكن مرد الأمر أني لا أحبك، بل كان مرده أني طالبتك بالكثير، برغم حداثتك ! كنت أقيسك بمقياس سني وخبرتي وتجاربي.
ولكنك كنت في قرارة نفسك تعفو وتغض الطرف، وكان قلبك الصغير كبيرا كبر الفجر الوضاء في الأفق الفسيح.
فقد بدا لي هذا في جلاء من العاطفة المهمة التي حدت بك إلى أن تندفع إليّ وتقبلني قبلة المساء !.
لا شيء يهم الليلة يا بني ! لقد أتيت إلى مخدعك في الظلام، وجثوت أمامك موصوما بالعار.
وإنه لتكفير ضعيف.
أعرف أنك لن تفهم مما أقول شيئا لو قلته لك في يقظتك لكني من الغد سأكون أبا حقا. سأكون زميلا وصديقا ... سأتألم عندما تتألم ، وسأضحك عندما تضحك ، وسأعض لساني إذا اندفعت إليك كلمة من كلمات اللوم والعتاب ، وسأرد على الدوام - كما لو كنت أتلو صلاتي - "إن هو إلا طفل".
لشد ما يحز في نفسي أنني نظرت إليك كرجل ... إلا أنني وأنا أتأملك الآن منكمشا في مهدك، أرى أنك ما زلت طفلا وبالأمس القريب كنت بين ذراعي أمك يستند رأسك الصغير إلى كتفها.
وقد حَمَّلْتُكَ فوق طاقتك .... !
يا الله ...بجد بجد جمييييييييييله قوووووي
ReplyDeleteجزاك الله خيرا لنفلها لينا
بجد عجبتني جداااااااا
ويارب الآباء كلهم يحسوا دا
شكرا
رائعة
ReplyDeleteبجد عجبتني جدا
فراشه
ReplyDelete======
اشكرك .. و هى فعلا مصنفه على انها من افضل الرسائل التى كتبت فى التاريخ و حتى ادبيا و ليس من ناحية المشاعر فقط
و فعلا ياريت الاباء كلهم يقروها و ينفذوها مع اولادهم
تحياتى
sam
ReplyDelete=====
اشكرك يا صديقى على اهتمامك
و فعلا هى رساله تحفه و اجمل ما فيها هى واقعيتها و المشاعر اللى فيها
شكرا
👍👍👍👍👍👍
ReplyDelete